المحتوى
- مقدمة
- لي كوان يو
- سنغافورة في الستينيات
- مقارنة بين ماليزيا و سنغافورة عند الانفصال
- اهم المبادئ التي استعملتها سنغافورة للخروج من الازم
- الخاتمة
مقدمة
تعتبر سنغافورة من الدول التي يجب أن يقتاد بها دول العالم الثالث ، و أن ينتهج طريق الذي سلكته في إنشاء أحد أكبر الدول في العالم .لم تكن طريقها معبدة بل شقت الطريق بفضل سياسة حكيمة و ارادة شعب .
فرغم كل المعيقات التي قد تدمر اي دولة متطورة في العالم ، و التي لطالما إتخذها الدول المتخلفة اعذارا يعلق فيها فشله في قدرته على التسيير الحكيم حتى ان امتلك ثروات لا تحصى .
سنغافورة استطاعت أن تنهض من الصفر و رغم عدم وجود حتى موارد للبلد و رغم التقاتل العرقي و العنف الذي كانت تعاني منه ، كانت قمة القذارة قمة الفقر و قمة التخلف الحضاري كانت سنغافورة معروفة بالعشوائيات و البيوت القصديرية و محلات مكدسة من فقرها.
استطاعت من خلال سياسة حكيمة ان تجعل سنغافورة اليوم واحدة من أسرع الاقتصادات تطورا و نموا في العالم .
حيث ارتفع الناتج المحلي الاجمالي للفرد بنسب لا تصد ق اذ وصل الى 60 الف دولار امريكي مما يجعلها أكبر معدل للناتج المحلي الإجمالي للفرد في العالم
و معدل البطالة وصل الى 2 بالمائة فقط و تمتلك سوقا عالمية من الدرجة العالية من التطور.
و هي من المراكز التجارية الرائدة في العالم و مقصد رئيسي للإستثمار الاجنبي.
و ذلك من خلال سياسة رئيس الوزراء لي كوان يو و الذي كان المنقذ للبلد فهو وضع مصلحة سنغافورة قبل كل شئ و كان الرجل المناسب في المكان المناسب .
فمن هو لي كوان يو ؟
و ماهي السياسة التي من خلالها استطاع ان ينهض بدولة مثل سنغافورة ؟
من خلال هذا المقال سنحاول أن نستنبط الخطة الماليزية التي جاء بها الرجل المعجزة .
لي كوان يو
قال في خطابه آنذاك
انا اؤمن بالاندماج الماليزي ووحدة الارضين فهؤلاء الناس مرتبطون بالاقتصاد و الموقع الجغرافي و صلة القرابة.
ثم اجهش بالبكاء في مشهد جد مؤثر يعكس مدى صدقه لحبه لبلده .
حينها الكل كان ينتظر سقوط سنغافورة الصحف الانجليزية انذاك عنونت بالبند العريض سنغافورة انتهت سنغافورة خارج اللعبة.
إلا أن لي كوان يو أستطاع أن يلعب اللعبة بطريقة صحيحة و بأمانة و رغبة و عزيمة فأسقط كل تكهناتهم و صنع المعجزة.
ولد لي كوان يو 16 سبتمبر 1923م كان اول أمين عام و أول رئيس وزراء للجمهورية السنغافورية ، الرجل المعجزة هكذا أحبذ تسميته ، الذي نقل الدولة السنغافورية من العالم الثالث الى العالم المتقدم و الذي حكم سنغافورة 30 سنة.
سنة 1990 ترك منصب رئاسة الوزراء و منصب امين عام الحزب السياسي و بقي رئيسا شرفيا له و شخصية سياسية مهمة.
ركز لي على التعددية العرقية و اتخذه مبدأ رئيسيا لحكمه، فاعتمد اللغة الانجليزية لغة مشتركة لدمج الاطياف المجتمع السنغافوري ، و تسهيل التجارة مع الغرب رغم انها كانت الثنائية اللغوية في المدارس حتى لا ينسوا سنغافوريين لغتهم لكن ركز على اللغة العالم الانجليزية.
2004 أصبح ابنه رئيسا للوزراء لحكومة سنغافورة أما هو عين نفسه مستشارا في منصب وزير المعلم للحكومة ، خلال العديد من المناصب الوزارية المتعاقبة على مدى 50 عاما.
في 2011 اعلن عن تركه الحكومة و فسح المجال للشباب و توفي في عمر 91 سنة
سنغافورة في الستينيات
لقد كانت سنغافورة تحت الاستعمار البريطاني مثلها مثل كثير من الدول التي عانت من الاستعمار و السيطرة المستعمر.
و خلال الحرب العالمية الثانية فشلت القوات البريطانية في حماية المستعمرة من اليابانيين ، و انفصلت سنغافورة عن بريطانيا و اندمجت مع ماليزيا لتشكل اتحاد ماليزيا .
و لكن بعد خروج المستعمر الانجليزي امتلأت سنغافورة بالصراعات الاجتماعية و العرقية و امتلت الشوارع بالعنف و سوء احوال المعيشة و اعمال الشغب خلال العامين الذين كانت فيهم جزءا من الاتحاد الماليزي.
كما دخل عدد كبير من الصينيين الى سنغافورة حتى انهم اصبحوا اكثر من الماليزيين و هذا ما أزعج الساسة الماليزيين في كوالالمبور ، خوفا من تراثهم و نسيجهم الاجتماعي و خوفا من ان تمتلئ ماليزيا بالصينيين.
لذلك قام البرلمان الماليزي بالتصويت على طرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي.
مقارنة بين ماليزيا و سنغافورة عند الانفصال
- من حيث المساحة سنغافورة تعتبر مجرد نقطة امان مساحة ماليزيا.
- الموارد في ماليزيا كثيرة كالخشب و المطاط و غير ذلك. اما سنغافورة لا يوجد موارد كما انها تعاني نذرة المياه كل العوامل كانت محبطة فليست هناك موارد
- أزمة عرقية متشعبة صراعات و عنف
- فقر و فوضى و انتشار العشوائيات و البيوت القصديرية في سنغافورة
لكن العزيمة و الاصرار حيث قام بتوحيد الدولة نحو هدف واحد.سنغافورة
اهم المبادئ التي استعملتها سنغافورة للخروج من الازم
1. توحيد الدولة
عرفت سنغافورة اعرقا و اجناس مختلفة فمنهم العرق الصيني و الملاويين و الهنود و اعرقا اخرى.
كانو يتقاتلون بين الاعراق ، و عرفت سنغافورة اجواء مشحونة ، بينهم و بين تلك الاعراق المختلفة .
لكن لي كوان يو رئيس الوزراء انذاك خرج و افهم الشعب ان سنغافورة رقم واحد كلكم لمصلحة الدولة .
فوضع ذلك في المدارس فكرة أن الشعب كله سنغافوري ، و قام بتوحيد اللغة بتبني لغة اجنبية ذات قوة عالمية لغة العالم حتى يوحد الناس ولا يفضل طائفة عن طائفة او عرق عن عرق.
لي كوان يو رغم انه صيني و الاغلبية من عرق صيني تجرد من عرقه من اجل الوطن لم يقل يوما أنه صيني أو إنحاز لهم بل كان سنغافوري و ينظر لشعبه على انه شعب من عرق واحد هو العرق السنغافوري.
قال لا احد يفرض لغته على لغة الاخرى لغتنا من اليوم الانجليزية.
2. قوانين
كانت سنغافورة ليست لها ثقافة ولا اخلاق فشعبه لم يكن يمتلك اخلاق التي كان رئيس الوزراء يريد ان يراها في سنغافورة.
ولا الخلفية ولا الثقافة و كان يريد بلده تصبح رقم واحد و علم ان هذا لن يحصل الا بسن قوانين صارمة ترتقي بأفعال الناس و سنغافورة ، و تصبح نموذج لباقي الدول.
فوضع قوانين تأديبية صارمة لشعبه لدرجة أصبح يطلق على سنغافورة اليوم بلد الغرامات هناك غرامات لكل شئ.
لدرجة أن هناك محلات تبيع اقمصة مطبوعة عليها بعض المخالفات كزينة ، وليس فقط الأقمصة حتى الاكواب .
و ذلك حتى لا تدعي الناس جهل بالقوانين عند تعرضهم للعقوبة.
لدرجة ان البصق في الشارع يكلفك 300 دولار غرامة.
تخريب الممتلكات العامة تعرضك للسجن و الجلد.
3 تطبيق القوانين عل الجميع
ليس هناك استثناء في العقوبة عند احداث مخالفة من رؤساء و وزراء ، شعب و حتى الاجانب من بلدان قوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث في التسعينات ، مراهق امريكي قام باستعمال بخاخ ملون على السيارات كعمل تخريبي قام السنغافوريين بمعاقبته و حكم عليه بالسجن و الجلد فالممتلكات لا تمس هي ملك للشعب .
حكموا عليه بالسجن 4اشهر و غرامة 2300 دولار. سنغافوري و الجلد.
كلينتون تدخل انذاك الا أن السنغافوريون يمنعو التوسط و التدخل.
ان القوانين صارمة لدرجة ان اللبان ممنوع هناك ، ولان سنغافورة بلد يهتم بالنظافة و بإعتبار ان اللبان يكلف اموال طائلة في تنظيفه ، ولا تريد سنغافورة تبديد مال الشعب في اشياء تافهة أصبح اللبان مخالف للقوانين.
حتى قامت بعض الشركات التي تسوق العلكة بالتفاوض مع سنغافورة بإعتبارها سوق عالمية و تم قبول بعض الانواع من للبان الطبي و الذي قد يساعد على الاقلاع على التدخين و يباع فقط في الصيدليات.
لقد انتقلوا بشعب كان يبصق في الارض و يستحم في الشارع الى شعب تعتبر بلد من انظف المدن في العالم.
مقارنة بين سنغافورة و ماليزيا منذ إنفصالهما
في 1965م كان يقدر الدخل السنغافوري 395 دولار للفرد
أما ماليزيا 300 دولار للفرد.
ثم انطلقت سنغافورة بمنحنى تصاعدي متجاوزة ماليزيا حيث نجحت في جلب الاستثمارات الخارجية.
و استطاعت خلق التعايش بين الفصائل المختلفة و المتعددة الامر الذي مازالت تعاني منه ماليزيا.
في 2010 اصبح الدخل الفردي السنغافوري 31 الف دولار أما ماليزيا 12الف دولار
سنغافوري.
اليوم تحسنت 80 ضعف عما كانت عليه في وقت الانفصال ان ماليزيا تحسنت فقط نصف نسبة تكور سنغافورة.
4 القضاء على الفساد
حيث لم يكونوا يستثنون احد ، لقد قضوا على الفيتامين "واو"، لدرجة ان كل الوزراء يلبسون اللون الابيض للتعبير عن التقاء.
اما السياسيين الذين يتعاملون بالرشوة تطبق عليهم سياسة التشهير و الاعلان و الفضح وليس الستر مثل ما يحدث في بلداننا .
فعندما وزير الدفاع المدني اتهم بقضية رشوة حصلت في فرنسا ، امام الناس ووسائل الإعلام يذهب الى المحكمة ليحاكم.
فالسياسيين غير محميين من موضع الفساد في سنغافورة و حتى رجال الدين غير معصومين من العقاب .
رئيس كنيسة حوكم في سنغافورة تحت تشهير و تغطية إعلامية كبيرة .
فطبقة الدين ليست محمية كل طبقات المجتمع دون استثناء ، لا احد محمي عندما يتعلق الموضوع بالفساد.
عندما يحب الشعب الرئيس و عندما يكون الرئيس محب لوطنه فالشعب يجدد ثقته به لقد انتخب 8 مرات وراء بعضها ، الى ان تنازل لانه تعب لي كوان يو يعتبر رمز من رموز سنغافورة .
لقد كتب التاريخ اسمه من ذهب لانه اخلص و احب وطنه.
5التسهيلات التجارية
ان من السهل جدا فتح استثمار في سنغافورة ، حيث قامت سنغافورة بتسهيل اجراءات فتح تجارة للمواطنين ، و هذا سبب مباشر في تطور الاقتصاد د ,
بحيث تستطيع فتح شركة من المنزل من خلال الإنترنت فقط و الرد خلال 28ساعة من خلال البريد الالكتروني.
و حتى السجل التجاري يأتي على شكل فاتورة تطبع من المنزل ولن تكون بحاجة لها.
فسنغافورة ستتوقف عن استعمال اوراق و الانتقال الى التعاملات غير ورقية.
و تلك الفاتورة كل ما تحتاجه هو الرقم الموجود فيها .
الخاتمة
ان رؤية سنغافورة اليوم تعطينا امل في جزائرنا الحبيبة و أمل لكل دولة تريد النهوض من جديد .
فمهما كانت التحديات التي تعصف بالبلد ، هناك دائما حلول تنبثق من أصحاب الحنكة
برهنت سنغافورة أن التحديات التي عانت منها لن تستطيع الوقوف أمام الإرادة و التصرف الحكيم للمسؤولين الشرفاء فمهما كانت الامور صعبة ، مادام هناك اصلاح سديد و اذا وجدت قيادة حكيمة و شعب يريد التطور و دولة تعمل من اجل التطور حكومة و شعبا ستصل للهدف المنشود .
و على الشعب كذلك جانب من المسؤولية اتجاه وضع بلده ، لقد زرعت فرنسا في مجتمعنا آفة خطيرة ، وهي تفكيك المجتمع الجزائري ، من خلال سياسة "فرق تسد" .
و للأسف ليومنا هذا هناك من الجزائريين مازالوا متمسكين بهذه السياسة متمسكين بعرقهم أكثر من تمسكهم بالجزائر، مثل ما كانت سنغافورة في فترة التخلف لكن عندما تخلت عن عقلية البلدان المتخلفة و إنتهجت السياسة التي جاء بها لي كوان يو "الرجل المعجزة" .
و هي التمسك بالوحدة الوطنية ، و الإلتفاف حول الوطن و القضاء على التشدد العرقي استطاعوا ان يرتقوا ببلدهم نحو الدول المتقدمة .
رسالة الى كل شخص جزائري
إن رغبتك الدائمة في الهجرة نحو البلدان المتقدمة لن تجعل منك شخص متقدم لكن إن إنتهجت طريقة تفكير البلدان المتقدمة ستقودك و تقود بلدك نحو التقدم .
فالتقدم و التحضر سلوك شعب و حكومة