الحراك الشعبي حناجر التغيير تدوي في ساحات الجزائر

الجمعة الأربعين

المحتوى:

• مقدمة
• أبناء نوفمبر ينتفضون
• أربعون أسبوع من عمر الحراك
• طابع السلمية 
• إنقسام شعبي 
• المادة 7 و 8 من الدستور الجزائري
• الخاتمة 

مقدمة

السلام عليكم أهلا بكم متابعي مدونة عتبة الخبر رغم أنها لا تختص في الأحداث السياسية إلا أن جمالية تلك المظاهرات التي تعكس حب الوطن و غيرت شبابها عليه تجعل شغفك في الكتابة على أوجه .

 مظاهرات ترسم ملامح الأمل و تبعث رسائل التفاؤل لجزائر الغد جزائر , أكثر تطور و أكثر حرية , جزائر تعكس مقولة بلاد العزة والكرامة.

إن شبابنا اليوم أكثر وعيا إذ أصبح مؤمنا أنا الحق لا يؤخذ بالغضب و العنف و القوة بل بالصبر و عدم  فقدان الأمل و مواصلة السلمية  و مواصلة التشبث بحقوقهم الشرعية .

إننا اليوم خرجنا ليس للمطالبة فقط بحقوقنا الشرعية التي من المفترض هي مضمونة بالقانون و الدستور.

بل نتطلع بوجود إنجازات تليق بدولة مثل الجزائر .

لا نريد نظام يتغنى بإنجازاته التي تختصر في توفير الأمن و كيفية خروجنا من العشرية السوداء .

اليوم خرجنا من أجل إختيار حكومة ولدت من رحم الشعب تعرف تطلعاتهم و تسعى لتحقيق أهدافه , نحن لا نريد البقاء تحت التبعية الأجنبية بل نسعى للمنافسة نحن نؤمن أن الجزائر لها إمكانيات لو كانت في أيدي من يعرف كيفية إدارتها لأخرج الجزائر الى بر الأمان .

أربعون أسبوع من عمر الحراك

‘حتجاجات الجزائر

لايزال الجزائريون يصنعون الحدث من خلال مظاهراتهم التي شهدناها كل يوم جمعة و

 التي دخلت في شهرها التاسع و في الأسبوع الأربعون.

 حناجر تتغنى بالحرية و رفض بقايا النظام  بكل أشكاله لافتات تزين أحياء العاصمة مظاهرات لم تكن كسابقاتها لكن لم تتخلى عن طابعها السلمي و الحضاري.

 لا تزال المطالب تتخبط في رحم الساحات التي لطالما شهدت مظاهرات تناشد بالحرية و لطالما سالت الدماء في ساحات الشوارع التي تعتبر المنبر الصادق الذي يمثل الشعب و
من هذه المظاهرات.

مظاهرات 11 ديسمبر 1960

 وهي مظاهرة سلمية خرج فيها الجزائريون  لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شال ديغول و التي تسعى إلى إبقاء الجزائر جزءا  لا يتجزآ من فرنسا.

 قامت فرنسا بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء.

مظاهرات 5 أكتوبر 1988 

هي مظاهرات شهدتها الجزائر،نتيجة لتردي الأوضاع في شتى المجالات.
 متظاهرين خرجوا للشوارع في احتجاجات عارمة عمت جميع بقاع الولايات.

  حيث تدخلت قوات الجيش لقمع المتظاهرين، مما خلف نتائج كارثية.

مظاهرات 22 فيفري 2019

الحراك الشعبي  الذي شهدته البلاد, احتجاجات جماهيرية، إنفجرت  في كامل التراب الجزائري للمطالبة في بادئ الأمر برفض العهدة الخامسة بكل أشكالها.

  ليس كرها للرئيس بل نتيجة حالته الصحية المتدهورة التي رافقته منذ 2013 و رغبتا بالتغيير.

وفعلا تنحى الرئيس من الحكم إلا أن المظاهرات شهدت تطورا في المطالب 

فبعد إعلان الرئيس التنحي أصبح لكل يوم جمعة إسم للحراك.

بداية من شعار 
لا للعهدة الخامسة 
تتنحوا قاع .

• لا لبقايا النظام 
• جيش و الشعب خاوى خاوى
• جمعة الغضب
• لا إنتخابات مع العصابات

طابع السلمية 

حراك شعبي سلمي حضاري

لقد عرفت مظاهرات الجزائر طوال مدة الأربعون أسبوع بطابعها السلمي حيث قدم الحراك الشعبي أرقى لوحات التحضر، و كأنهم في مهرجان ، أو إحتفالية .

مظاهرات شارك فيها جميع فئات الشعب عائلات خرجت مع أولادها الرضع وأهاليهم الشيوخ و حتى المرضى و المعاقين أبو إلا أن يساهموا في التغيير.

عندما يتغلب الأمل و التفاؤل وحب الوطن عن الغضب و التعصب الذي لطالما أتهم به الشعب الجزائري العظيم تولد تلك الصور المبهرة.

 لقد عكست المظاهرات مدى الوعي الذي وصل إليه الشعب الجزائري.

حيث كانت دول العالم تنتظر سقوط الجزائر مثل سوريا و ليبيا و دول أخرى عاشت الجحيم العربي.

و حتى السلطات حذرت من إنحدار المظاهرات إلى منعطفات الدول العربية الأخرى التي عاشت الجحيم العربي.

فجاءها الرد في جمعة أسموها الجزائر ماشي سوريا أي الجزائر ليست سوريا.

مؤكدين على تشبثهم بالحراك و مظهرين مدى وعييهم و حبهم للجزائر و خوفهم عليها

كما قام أولاد الحراك الشعبي و المتظاهرين بالإمساك في عديد من المرات بأقلية أرادت أن تفسد طابع السلمية محرضين على الفساد.

 إلا ان الحشود تصدت لهم و قدمتهم للسلطات و في كل مرة كان الشعب يحمي المظاهرات ليس فقط بالتشبث بالسلمية بل كذالك بمنع كل أيادي التي كانت تريد أن تشوه المظاهرات , و إستطاعت المظاهرات تحقيق ذلك .

إنقسام شعبي

مظاهرات الجزائر خروج مختلف فئات المجتمع

إن إنتخابات الشهر المقبل 12/12/ 2019 المفترضة أثارت الجدل في المجتمع الجزائري. و أدت الى تقسيمه بين مؤيد و معارض و متردد و مرتقب و صامت.

لقد شهدت مظاهرات الأسبوع الأربعين من الحراك لافتات تدعو الى إلتفاف الشعب حول الإنتخابات و تبنيها فهناك من يجدها الحل الوحيد لخروج البلاد من الوضع السياسي المتأزم.

 فعدم الإستقرار السياسي قد يجعل الجزائر في موضع حرج امام المجتمع الدولي

فلطالما رفضت الحكومة الجزائرية و الشعب الجزائري التدخل الأجنبي بكل أشكاله.

 معتبرين بذلك عن تجارب الإخوان العرب مثل العراق و سوريا و ليبيا  حيث خربت بلدانهم فقط نتيجة تدخل طرف ثالث بين الشعب و حكومتها .

و من جهة أخرى رفعت لا فتات تقول لا إنتخابات رافضة إياها بشدة مدعين بذلك أن الذين قبلوا لخوض سباق الحملات الإنتخابية لم يكونوا من إختار الشعب.

متشبثين في ذلك على أحقيتهم في إختيار ممثليهم مطالبين السلطات بتطبيق المادتين 7 و 8 من الدستور الجزائري.

المادة 7 و 8 من الدستور الجزائري

  لقد شهدت معظم ولايات الوطن شعارات متشابهة تدعو الى التخلص من ترسبات النظام القديم و الخضوع الى متطلبات الشعب متمسكين بأحقيتهم في تقرير مصير البلاد.

 أخذين شرعيتهم من خلال المادتين 7و8 من الدستور الجزائري حيث تنص هذه المواد بما يلي:

 المادة 7 : الشعب مصدر كل سلطة.

السيادة الوطنية ملك للشعب وحده .

المادة 8 : السلطة التّأسيسية ملك للشعب.

يمارس الشعب سيادته بواسطة المؤسسات الدّستوريّة التي يختارها.

يمارس الشعب هذه السيادة أيضا عن طريق الاستفتاء وبواسطة ممثليه المنتخبين.

لرئيس الجمهورية أن يلتجئ إلى إرادة الشعب مباشرة.

لو دققنا في هذه المواد نجد في كل مرة يذكر فيها كلمة شعب يليه الكلمات التالية : سلطة , ملك , يختارها , يمارس , إرادة.

و نستنتج من خلال المادتين أن المشرع الجزائري صرح بأسلوب صريح غير مبهم أن الشعب مصدر كل سلطة و أن السلطة للشعب وحده ,

 فالشعب وحده من يملك السيادة ، لذلك من أهم الشعارات التي رفعت في ساحات المظاهرات المادة 7 و 8 من الدستور مؤكدين أحقيتهم في المطالبة بحقهم بنصوص دستورية مشروعة .

كما أن الدستور أكد من خلال الأسطر الأولى من ديباجته أن الشعب الجزائر شعب حر و مصمم على البقاء حرا مستشهدا بتاريخه النضالي منذ الأزل و الذي لطالما جعلنا منبت الحريات و روادا للحرية و الوحدة و الرقي.

جيش و الشعب يد واحدة 

الخاتمة

إن الإنتخابات هي حق علينا إتجاه وطننا الحبيب الذي لطالما شهد الويلات و الأزمات و التآمرات حتى من أبناء جلدته أخذ الطعنات ،فبتنا لا نثق في بعضنا و نشكك في كل الوجوه .
 لكن هل المترشحون يعلمون ما هي تطلعات الشعب ؟ 

هل الرئيس المقبل سيعيد كرامة الجزائريين و يضع الجزائر في موقعها الذي تستحق ؟ 

نحن كشعب نريد رئيس عندما يمرض يعالج في مستشفى تليق به كرئيس لكن في الجزائر.

نحن نريد رئيس أبنائه يدرسون في مدارس تليق بأبناء رئيس لكن داخل الجزائر

نحن نريد تغذية إقتصاد البلاد من طاقات شبابنا و ليس تغذية السمك في البحر الأبيض المتوسط .

نحن نريد منافسة السوق العالمية من حيث تصدير المنتجات لا تصدير البراميل 

نحن نريد النهوض بقطاع السياحة و تطوير الخدمات .

نحن نريد رئيسا يكون هناك منبر كي يسمع لتطلعات الشعب حتى لا يتخذ الشعب الشارع منبر له .

نحن نريد مناهج تعليمية تساعد أبناءنا على التفتح على العالم بإتخاذ لغة العالم لغة ثانية و القضاء على فرنسة المؤسسات و التعامل بتلك اللغة الميتة.

نحن نريد إستغلال الطاقة الشمسية في صحرائنا العظيمة .

نحن نريد النهوض بجزائرنا نحو العالم.

نحن نعلم أن بلادنا جد غنية بإمكانيات عظيمة طبيعية و بشرية لكن إن كان الذي يديرها لا يليق بذلك المكان لن تستغل تلك الإمكانيات و ستبقى مهدورة و سنبقى في الخلف .