أخطار الإختناق يهدج العائلات الجزائرية
ففي ساعات الأخيرة من يوم أمس قامت الوحدة الرئيسية للحماية المدنية لمدينة قسنطينة بتدخلات لإسعاف ضحية كاد القاتل الصامت أن يؤدي بحياتها، و تعرضت الضحية للإختناق نتيجة إستنشاقها غاز أحادي أكسيد الكربون من المدفأة.
ومن جهة أخرى قامت الوحدة الثانوية للحماية المدنية في الساعات الأولى من صبيحة اليوم بحي النصر بإسعاف ثلاثة ضحايا منهم أطفال تعرضوا للإختناق بغاز المنبعث من المدفأة و لقد كانو الضحايا في حالة يرقى لها حيث كانو يعانون من دوار و غثيان .
ولقد قاموا عناصر الحماية المدنية بإسعافهم في عين المكان و من ثم نقلهم إلى المركز الصحي .بإبن زياد.كما قامت عناصر الحماية المدنية في حدود الساعة الرابعة صباحا بالمجمع السكني 4 بإسعاف 6 ضحايا من بينهم أطفال و شباب و كهول و كانت المدفأة هي سبب ذلك الإختناق .
و كان حالة الضحايا تعتبر في مرحلة خطيرة من الإختناق حيث كانو يعانون من صعوبة التنفس و دوار و لقد نقلو الى المستشفى الجديدة علي منجل .
و لا تخلو مختلف ولايات الوطن من هذا المشهد المريب خصوصا في الجزائر العاصمة.
حيث أكدت شركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر العاصمة أن نقص التهوية و تعذر تصريف الهواء الملوث مسؤولان بنسبة 90 % عن أخطار الاختناق بالمنازل على مستوى الجزائر العاصمة.
ولقد سجلت الإحصائيات السنوية العديد من الحوادث الخطيرة بالإختناق بأحادي أكسيد الكربون إضافة إلى تسجيل مصادر أخرى عديدة للإختناق على غرار مشكل تصرف الغاز المحترق عندما تكون مدفأة الغاز أو مسخن ماء الحمام غير موصول بمنافذ تصريف الهواء.
كما أن هناك التجهيزات غير مطابقة عندما يكون سخان ماء الحمام يقع داخل الحمام نفسه أو دورة المياه .
كيف نحمي أنفسنا من الغاز المنبعث من أجهزة التدفئة
يعرف غاز أول أكسيد الكربون على أنه القاتل اللئيم و المحترف فهو لا يحتوي على لون أو رائحة أو طعم .
له قدرة على إختراق جدران المباني الخراسانية مهددا لحياة الإنسان حيث يتغلغل إلى جسمك من خلال عملية الإستنشاق و يرتبط هذا الغاز بخلايا الدم الحمراء بقوة أكبر من إرتباط أكسجين الهواء بكريات الدم الحمراء .
و ينتج عنه نقص الأكسجين في الدم و حتى إستنشاق كميات صغيرة من أول أكسيد الكربون يؤدي إلى تلف لا رجعة فيه للقلب و الدماغ , أما تنفس كميات كبيرة منه يؤدي الى الموت لا محال.
لذلك يجب إتباع إجراءات السلامة الدورية لتفادي أخطار هذا الغاز و منها:
- يجب التأكد من الصيانة الدائمة لها فهذا يعتبر إجراء ضروري .
- التأكد من وضع مسخنات الماء و المد فئات في مكانها الصحيح و تركيبها بطريقة سليمة بحيث يكون هناك منفذ لخروج الغاز المحترق .
- يجب أن تكون هناك تهوية .
- توفير أجهزة الإنذار ذات التنبيه المبكر بوجود غاز اول أكسيد الكربون فبحسب موقع إيكوا أونلاين الإلكتروني، يؤدي هذا الغاز خلال مدة قدرها 45 د من إستنشاقه الى دوخة و غثيان و تشنجات , و خلال ساعتين يسفر عن فقدان الوعي و تنجم عنه الوفاة في غضون الساعتين الى ثلاث ساعات متواصلة من إستنشاق هذا الغاز القاتل.
- عند إكتشاف أن هناك تسرب للغاز يجب كخطوة اولية غلق كل منافذ المنبعث منها للغاز في المنزل سواء فرن او مدفأة أو سخان ماء .
- الإبتعاد عن الإضاءة أو تشغيل مفاتيح الكهرباء
- يجب عد إستعمال اي مصدر يحتوي شعلة نار
- العمل على فتح النوافذ و الابواب
- الإستعانة بفني تصليح وصيانة الاجهزة
- الإخلاء السريع للمنزل
كيف أعرف ان هناك تسرب
ان الإشارات الأولية على وجود تسرب غاز اول أكسيد الكربون في المنزل يظهر من لون النار المنبعثة من المدفأة .
و الذي يجب ان يكون لون النار ازرق لأن اللون الأزرق دليل على الإحتراق الكامل و وجود ما يكفي من الاكسجين.
أما إذا إنخفضت نسبة الهواء فتصبح عملية الإحتراق غير مكتملة و بالتالي يصبح اللون مائل إلى اللون الأصفر او الأحمر و هو إشارة على وجود الغاز القاتل أول أكسيد الكربون.
كما تعرض اعراض على الأشخاص خلال 45 د من إستنشاقك للغاز السام و هي الدوخة و الغثيان و الإغماء فيجب بمجرد الشعور بهذه الاعراض الخروج و فتح النافذة و إستنشاق الهواء النقي فإذا تخلصت من هذه الأعراض تأكد ان هناك تسرب الغاز القاتل في البيت و عليك إتباع الإجراءات اللازمة التي ذكرناها من قبل .
لذلك عليك بالمراقبة الدائمة و عدم الغفلة عن الأجهزة التي يمكن ان يصدر منها غاز اول أكسيد الكربون و عدم التهاون على هذه النقطة
و تبقى السلامة خبر من العلاج .